أخبار وطنيةالبطولة برو 1

الوداد… موسم الأصفار

خرج الوداد الرياضي خالي الوفاض من موسمه الحالي، بعد أن غادر آخر منافسة كان يمني النفس من أجل التتويج بلقبها، إذ دق الأهلي المصري آخر مسمار في نعش مطامح الفريق الأحمر لهذا الموسم، بالفوز عليه في مباراة الإياب، يوم أمس، بثلاثة أهداف لواحد، ليبعده عن دوري عصبة الأبطال.

وشهد الموسم الحالي للوداد عثرات وتقلبات كثيرة، برحيل مدربين ومجيء آخرين، وتغييرات لا حصر لها في الأطقم المساعدة، فضلا عن تعاقدات صرفت فيها الملايين، دون نتيجة تذكر، إذ باستثناء تألق الكعبي في مرحلة الذهاب، لم ينجح أي لاعب جديد في التألق بقميص الوداد.

وقد ساهمت أسباب كثيرة في إنهاء الوداد لموسمه الرياضي بطريقة سيئة لا تليق بسمعته ولا بمكانته الإفريقية يمكن تلخيصها فيما يلي:

تسيير انفرادي

ألغى أن سعيد الناصيري، رئيس المكتب المسير لفريق الوداد الرياضي، كل المؤسسات، وأصبح الآمر الناهي داخل القلعة الحمراء، بدليل أنه لم يسبق أن أصدر باسم الفريق أي بلاغ يتحدث عن اجتماع لمكتبه المسير، أو لجنة من لجانه، من أجل تتبع التسيير داخل الفريق أو اتخاذ قرار من القرارات.

فالوحيد الذي يتحدث عنه داخل الوداد هو سعيد الناصيري، إذ هو الرئيس وهو الناطق باسم الفريق، وهو المكتب المسير، ولا وجود لأي اسم غيره يمكن أن تتحدث إليه وسائل الإعلام من أجل التواصل معه بخصوص الفريق الأخضر.

ويبقى الجمع العام المناسبة الوحيدة التي يظهر فيها الكاتب العام وأمين مال الفريق لعرض التقريرين الأدبي والمالي فيما يجلس باقي الأعضاء بجانب الناصيري في انتظار انتهاء أشغال الجمع ليختفوا من جديد، بينما يواصل الرئيس الودادي سياسته في الانفراد بالقرارات.

الناصيري لم يكتف بالانفراد بالقرارات، بل لا تكاد تجد صوتا يعارضه أو حتى يناقشه في قرارات، فهو الآمر وما دونه موظفون وإداريون يطبقون قراراته دون نقاش.

غياب المعارضة

أسكت الناصيري كل معارضيه، ونجح في إفراغ مؤسسة المنخرط من مضمونها، إذ بدل أن نسمع نقاشات مفيدة وانتقادات توجه إلى طريقة تسيير الوداد، تمر الجموع العامة، وهي المكان المناسب والطبيعي للنقاش وطرح الأفكار، في أجواء يسودها الثناء والشكر، بل من المنخرطين من طالب بنصب تمثال للرئيس، لما يحققه من انجازات بالقلعة الحمراء.

وقد منع الناصيري عددا من معارضيه من تجديد انخراطهم، بمبررات مختلفة، بينما فضل البعض الآخر التراجع إلى الوراء لتفادي اتهامه بالتشويش على الفريق.

وعلى مدى فترة رئاسة الناصيري للوداد، لم يسبق له أن دعا إلى لقاء تواصلي مع منخرطي النادي لمناقشة مستقبل الفريق ووضعه الحالي، وكيف للناصيري أن يقدم على ذلك وهو صاحب “الرأي والشوار” في كل شيء.

تعاقدات ضعيفة

بلغ عدد تعاقدات الوداد الرياضي في الموسم الرياضي المنتهي 17 لاعبا، لم يتألق منهم سوى أيوب الكعبي، قبل مغادرته للفريق في الشطر الأول من الدوري الاحترافي.

ولا يمكن للتسيير الانفرادي وجبر خواطر بعض وكلاء اللاعبين إلا أن ينتج تعاقدات لا تسمن ولا تغني من جوع، بدليل أنه من بين كل التعاقدات (6 تعاقدات في الصيف و11 تعاقدا في الشتاء)، لم يضمن سوى لاعبا أو لاعبين رسميتهما، فيما عدد منهم لم يلعبوا سوى لدقائق، علما أنهم كلفوا خزينة النادي الملايين.

ومن شأن عاصفة رياح التغيير، التي وعد بها الناصيري، أن تعصف بغالبية الوافدين، لضعف مردودهم وعدم أهليتهم لحمل قميص فريق من قيمة الوداد. وكما خرج الناصيري بقراراته الانفرادية خاسرا في الموسم بأكمله، فقد خسر أيضا رهان التعاقدات، وكلف خزينة فريقه ملايين السنتيمات دون نتيجة تذكر.

استقرار تقني مفقود

شهد فريق الوداد تقلبات كثيرة في طاقمه التقني، إذ يسارع الناصيري مع كل انتكاسة إلى محاولة امتصاص غضب الجماهير بإقالة مدرب وتعيين آخر، دون أن يدرك أن التغيير المنشود لا علاقة له برحيل مدرب وتعيين آخر.

فقد بدأت قصة الوداد في الموسم الحالي مع زوروان مالونوفيتش، وغادر الأخير منصبه بعد انتقادات وحملة كبيرة شارك فيها إعلاميون، ووداديون مقربون من الرئيس، ليخلفه في قيادة سفينة الفريق الفرنسي ديسابر، غير أن رياح التغيير هبت سريعا لتعجل برحيله، ويقع الاختيار بعدها على الاسباني كارلوس غاريدو، الذي عجز عن تحقيق آمال الوداديين في ظل الوضع الذي يعيشه الفريق، ليكون مصيره الإقالة، وتسند المهمة بعدها للمدير الرياضي والمدرب السابق للحسنية ميغيل غاموندي.

وبين تغيير مدرب وآخر شهد الطاقم التقني للوداد تغييرات لا حصر لها، إذ تعاقد الفريق مع أكثر من مدرب مساعد بينهم فؤاد الصحابي، وعبد الإله صابر، وطارق شهاب، وموسى نداو، وكرمان، ناهيك عن تغيير المعدين البدنيين، لتكون النتيجة بعد كل ذلك، صفر لقب.

نزاعات بالجملة

لم يعان الوداد الرياضي جراء التسيير الانفرادي لرئيسه الناصيري ضعف التعاقدات وكثرة تغيير المدربين وحسب، بل زاد من حجم الديون المتراكمة على النادي بكثرة النزاعات التي يتقاضى فيها الفريق وطنيا ودوليا.

وأصبح الوداد زبونا دائما لدى محكمة التحكيم الرياضي، فإلى جانب قضية رادس، التي خسرها الفريق الأحمر، وضعت شكايات كثيرة ضده للاعبين ومدربين، أبرزها نزاع الحسين عموتة، والليبيري ويليام جيبور، وجمال آيت بن يدر، والمهدي قرناص، فضلا عن نزاعات الفيفا، التي تفوق المليار سنتيم، وتخص التونسي فوزي البنزرتي، وريني جيرار، ومنويل توسي، وآخرين.

وللوداد في النزاعات المحلية بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم نصيب أيضا، سيثقل كاهل الوداد ويدخله في أزمة مالية قد تعصف بمستقبل الفريق، وتعيد الفريق سنوات إلى الوراء في حال لم يجد الفريق رئيسا مناسبا يخرجه من المشاكل التي تحيط به في الوقت الراهن.

وتبقى رسالة الاعتذار، وما تحدثت عنه من مشاكل والسعي إلى إعادة الهيكلة، أكبر اعتراف من الناصيري بأنه أخطأ التقدير، وأدخل الوداد في نفق مظلم يحتاج إلى تغيير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق