الرأيدوري أبطال إفريقيامنافسات إفريقية

رأي.. يازمالك إن كنت ناسي أفكرك

“فاز من استحق وانهزم من استحق”.. “الرجاء يهزم الزمالك 3 – 0 بالقاهرة بالضربة القاضية”.. “الرجاء البيضاوي يحقق فوزاً تاريخياً على الزمالك ويقصيه من دوري العرب”.


كانت هذه من أبرز عناوين الصحافة المصرية والعربية قبل 15 عاما من اليوم، حين صنع فريق الرجاء الرياضي المستحيل، وأحدث” صدمة” في أوساط نادي المختلط؛ الاسم القديم للزمالك المصري.


نجح الرجاء حينها في تدارك خسارته ذهابا في المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط بثنائية، ضمن ثمن نهائي دوري أبطال العرب، بالفوز إيابا في الديار المصرية بثلاثة أهداف دون رد على الزمالك، وبالتالي العبور إلى دور الربع.


أجبر الفريق الأخضر لاعبي الزمالك على البقاء ساعة كاملة حبيسي مستودع الملعب، وحتى حين قرروا المغادرة، لم يركبوا حافلة النادي، بل انصرفوا جماعات في سيارات خاصة، مخافة تعرضهم لاعتداءات من طرف الجمهور الزملكاوي، الذي غادر مدرجات “المقاولون العرب” في صمت وعلامات اليأس والإحباط واضحة على الوجوه.


أما جمال سلامي، ربان سفينة “النسور” وقتها، فقال إن استهانة الزمالك بالمباراة، بعد فوزه ذهابا بهدفين لصفر، كان محفزا له وللاعبين لعدم الاستسلام واللعب من أجل الفوز.


حدث هذا قبل عقد ونصف من الزمن، ويبدو أن بعض مكونات الزمالك، حتى لا نقول الكل، لم تستفد من الدرس، بعدما شرعت في الاستهانة بالرجاء عقب تغلب فريقها عليه بهدف لصفر ضمن ذهاب نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا، في المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء.


فالبعض من لاعبي الزمالك القدامى باعوا جلد “النسر” قبل التأكد من قتله، على غرار تامر عبد الحميد الذي أكد أن مباراة العودة ستكون سهلة على وصيف الدوري المصري، أكثر من مواجهة الذهاب.


اللاعب المذكور ذهب أبعد من ذلك حين شكك في إصابة لاعبي الرجاء بفيروس كورونا المستجد “كوڤيد19″، معتبرا أن بطل المغرب افتعل ذلك بمساندة من المسؤولين في المغرب لتأجيل المباراة، من أجل استعادة لاعبيه المصابين.


وفي السياق ذاته خرجت فئة من جماهير المختلط برسائل استفزازية وتهكمية، بل وأحيانا غير أخلاقية ضد الرجاء، لا تمت بصلة لا للروح الرياضية ولا لقيم الشعب المصري الذي تربطنا به علاقات تتميز بالقوة والمتانة والمحبة الخالصة عبر السنين.


هنا، أرى أن التاريخ يعيد نفسه، وما يحدث اليوم من تهكم واستهانة بالرجاء من لدن البعض، نسخة طبق الأصل مما حدث في نونبر 2005، الاختلاف الوحيد يكمن فقط في أن المسابقة هذه المرة قارية، بينما كانت قبل 15 عاما عربية.


فسلامي، الذي حول استهانة 2005 إلى حافز للاعبيه جعلتهم يصدمون الزمالك بـ”ريمونتادا” تاريخية، قادر على تحويل استفزاز 2020 إلى شحنة تضرب الزمالك بـ”كام – باك” خيالي.


الكرة الآن في ملعب سلامي وزملاء متولي، الذين عودونا على تحدي الصعاب والرد على الاستهانات والاستفزازات فوق رقعة الميدان، وعلى أن المستحيل ليس رجاويا، فـ”الرجاء جاء يازمالك.. وإن كنت ناسي أفكرك”.. بالتوفيق لممثل كرة القدم الوطنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق