Site icon Sport 1 سبور

مقال رأي.. ماذا سيقع لو فسختم العقد؟!

** أحاول أن أجد مدربا شبيها بمن يشرف على تدريب المنتخب الوطني المغربي الأول لكرة القدم، في أفكاره و”عنترياته”، إلا أنه يستعصي علي إيجاده.

تذكرت الراحل هنري ميشال، لما جهر بالحقيقة المرة، عقب المشاركة المخيبة في كأس إفريقيا للأمم بغانا سنة 2008، وقال إن كرة القدم المغربية لم تعد ولادة، وأصبحت عاجزة عن تقديم لاعبين يستحقون الاحتراف قي أوروبا، وبإمكانهم أن يشكلوا دعامة للمنتخب الوطني في مساره التنافسي على الصعيد الإفريقي”.

لكن ما قاله ميشال صفق له الجميع، لأنه صادر عن صاحب تجربة سابقة ناجحة مع المنتخب المغربي، بعد أن قاده إلى مونديال فرنسا سنة 1998، وكان على وشك أن يتأهل معه إلى الدور الثاني، لولا المؤامرة التاريخية التي نسجها منتخبا البرازيل والنرويج، لقطع الطريق على المنتخب الوطني.

** لم ينطلق ميشال في مقاربته الجريئة من فراغ، لأن المنتخب الذي أشرف عليه، سواء في دورة كأس إفريقيا للأمم 1998 ببوركينا فاصو، وفي كأس العالم بفرنسا، كان يتشكل في معظمه من لاعبين ذهبوا إلى عالم الاحتراف من الداخل، ورسموا لأنفسهم مسارا متميزا ولافتا.

وحينما تكلم بتلك الحرقة والغيرة، فلأنه كان يدرك أنه من الصعوبة بمكان أن يربح المغرب منتخبا من العيار الثقيل، ما لم تكن أعمدته من صنع محلي.

قال كلمته ومضى إلى حال سبيله، محتفظا بذكريات جميلة، وبعلاقة جيدة مع مكونات كرة القدم الوطنية، تنبني على الود والاحترام والتقدير.

وبقي يتردد على المغرب ويزوره، ويقضي فيه أوقاتا طويلة، كوجهة مفضلة لديه، إلى أن وافاه القدر المحتوم.

** مع هاليلودزيتش، يمكن أن نتذكر سلفه هيرفي رونار، لأنهما يشتركان في بعض المناحي الفكرية والعقلية، خاصة على مستوى لغة الخطاب والتواصل المتعجرفة، والمتجاوزة لحدود اللياقة واللباقة والاحترام في الرد على أسئلة الصحافيين.

وهذا السلوك المتطنع لا يستطيع أن يفعله أي منهما في مواجهة الصحافيين الفرنسيين، ليس لأنهم أكثر احترافية ومهنية من نظرائهم المغاربة، ولكن لأنهما يعرفان تمام المعرفة أن أي جواب تافه أو مستفز، ستكون له عواقب وخيمة…

نتابع أحيانا، لقاءات في الصحافة الفرنسية، فنفاجأ ببعض الأسئلة التي لا محل لها من الإعراب، أو تبدو حادة وصارمة، إلا أن المدربين، ومن بينهم ديشان، يجيبون عليها بأدب واحترام، وهم يتفهمون الدوافع والخلفيات.

رغم أن ديشان فاز مع فرنسا بكأس العالم لسنة 2018، إلا أن الأسئلة الحادة والجريئة تطرح عليه، دون أن يدور في خلد أي كان، أن الرجل يستحق لغة المهادنة والتعبير اللطيف.


أما لماذا، فلأن الصحافي يمارس دوره في النقد، وطرح الأسئلة المشروعة، ويعرف أن منصب ديشان، والأجر الذي يتقاضاه، يفرضان عليه أن يجيب على كل الأسئلة باحترام وأدب.

** هاليلودزيتش يتقاضى في المغرب وبالعملة الصعبة أكثر مما يتقاضاه مواطنه ديشان في فرنسا، ورغم أنه لم يحقق بعد أي إنجاز مع المنتخب الوطني المغربي، إلا أن لسانه حاد، وردود أفعاله سيئة ومستفزة ومتجاوزة لكل الخطوط والحدود…

ولا نعرف، بالتحديد، ما الذي بإمكانه أن ينطق به، لو فاز بلقب ما، أو قاد المنتخب الوطني إلى المشاركة في مونديال قطر 2022؟؟!!.

وحينما يعطي لنفسه حق مهاجمة كرة القدم الوطنية، وينتقص من قيمتها، قبيل موعد قاري كبير، في حجم كأس إفريقيا للأمم التي ستجري في غضون أيام قليلة بالكاميرون، فإنه يرتكب أخطاء فادحة وتجاوزات خطيرة في حق مؤسسة الجامعة المتعاقدة معه، وتمنحه أجرا شهريا سمينا بامتيازات وتعويضات مغرية.

فهل تعاقدت معه الجامعة ليهاجم منظومة كرة القدم الوطنية، وتاريخها، أم من أجل أن يساهم في البناء والتقويم والتطوير، ويضع بصمته القوية؟؟!.

** هذه التصرفات غير مقبولة، ولا تمت بصلة لروح المسؤولية، ولها تأثيرات وتداعيات سلبية ووخيمة، على المدى القريب، وبالتالي من الأفضل للجامعة أن تجلس مع هذا المدرب صاحب الرأس الساخن، لتعيده إلى رشده، أو لتفسخ معه العقد بالتراضي، ونحن واثقون في جميع الأحوال، من أنها لن تخسر شيئا مع مدرب “يأكل النعمة ويسب الملة”!!!.